مرض الثعلبة نادرا ما كانت تحدث الإصابة به قديما، ولكن لا نعرف أسباب إنتشاره في السنوات الأخيرة بين كل الفئات العمرية بدون تمييز، الأمر الذي دفع المتخصصين في البحث عن أسباب هذا المرض، وطرق علاجه. بل ولم يتوقف الأطباء عن البحث والتفكير إلا أن إكتشفوا الحل الأكيد والنهائي لعلاج المرض. ما هو هذا العلاج؟ وما هى أعراض الإصابة بمرض الثعلبة؟ وقبل كل هذا ما هى أسباب الإصابة بمرض الثعلبة؟ كل هذا سوف نعرفه فيما يلي من هذا الموضوع.
تعريف مرض الثعلبة
هو أحد أمراض الخلل في جهاز المناعة يجعله يخرج أجسام مناعية شرسة تهاجم فروة الرأس ومناطق أخرى من الجسم. عند مهاجمة مرض الثعلبة فروة الرأس وبصيلات الشعر يبدأ الشعر في التساقط بشكل تدريجي ولكن بكميات كبيرة حتى تنتج بقع دائرية الشكل أو بيضاوية خالية من الشعر نهائياً. كما يمكن أن تصيب أماكن أخرى في الجسم، كما تصيب ثعلبة الشعر من عمر 5 أعوام وحتى ما فوق عمر الأربعين، وفي حالة عدم الإهتمام بالمرض يصاب الجسم كله بالعدوى الفطرية من المرض من خلال التلامس، ولكن لا يؤدي للعدوى للآخرين.
أسباب مرض الثعلبة
حتى الآن لم يستطيع العلماء تحديد الأسباب الحقيقة لحدوث هجوم الجهاز المناعي الذي يسبب المرض، ولكن السبب الوحيد الذي يجعل فروة الرأس تصاب أولا هو وجود ضعف شديد في إمكانيات بصيلات الشعر مما يؤدي لتضرر الجريبات التي تحتوي على جذور الشعر المختصة بإنبات الشعر عند سقوطه من أي مكان في فروة الرأس، كما يمكن الإصابة بمرض الثعلبة بين الجنسين سواء الرجال والسيدات، وفي كافة الفئات العمرية وخاصة قبل عمر العشرين، أيضاً لا أحد يستطيع التوقع بإمكانية الإصابة بمرض الثعلبة.
ينشط المرض في الغالب عند ملاحظة فقدان خصلات شعر غزيرة في مرة واحدة خلال النوم أو عند تسريح الشعر أو غسيل الشعر، ويبقي مكان الشعر خالي ولا يعود الشعر للإنبات من جديد ويظل الشعر على هذا النحو في التساقط حتى تنتج أماكن دائرية تماثل إتساع العملة المعدنية أو قد تكون أوسع. في بعض الحالات من المرض لا يُفقد الشعر كله من أماكن الإصابة بمرض الثعلبة بل يبقي عدد قليل من الشعر ويكون متقصف ولا يتجاوز طوله عقلة الإصبع. كما أنه توجد بعض الحالات النادرة من مرض الثعلبة التي يُفقد الشعر كله سواء من الرأس أو الأنحاء المتفرقة من الجسم، أيضاً هناك بعض الحالات من مرض الثعلبة يعاود الشعر الإنبات مرة أخرى بعد بضعة شهور في البقع الناتجة من مرض الثعلبة، ولكن يُفقد الشعر من مناطق جديدة ويخلف نفس بقع السابقة.
عندما ينتبه المريض ويهتم مبكراً بعلاج مرض الثعلبة، يعاود الشعر الإنبات بشكل طبيعي بعد عدة شهور، ويكون الشعر الجديد يضاهي الشعر الأصلي من حيث النعومة واللون، وقد يكون اللون مختلف بعض الشئ في أول العلاج ولكن ما يلبث أن يعود لطبيعته.
نسبة الأشخاص المصابون بمرض الثعلبة حوالي 10% من الناس الذين ليس لهم علاج نهائي لهم، ولكن معظم الحالات تتوصل للشفاء الكامل من مرض الثعلبة.
الحالات التي تواجه تساقط الشعر بسبب مرض الثعلبة
1 – أكثر الأشخاص المعرضون لتساقط الشعر بسبب مرض الثعلبة هم من لديهم أحد الأقارب مصاب بالمرض، وقد يصاب بالمرض في سن الطفولة، وفي بعض الحالات في الأطفال بعد العام الأول.
2- الإصابة بأحد الأمراض التي تسبب الإختلال في جهاز المناعة الذي يسبب إضطرابات في وظائف الغدد مثل، مرض أديسون، ومرض السكر، وإختلال الغدة الدرقية والأنيميا الخبيثة.
3- الأشخاص الذين يعانون من فرط الحساسية في الجلد أو الحساسية الصدرية، أو الإصابة بحمى القش، أو التعرض لمشكلات نفسية قوية وعوامل عصبية ضغط شديد.
4- بعض الأشخاص الذين يتعرضون للإصابة بمرض الثعلبة في مناطق أخرى غير فروة الرأس، يكون لون جلدهم غير طبيعي ويتغير أيضاً ملمس الجلد، كما تتأثر الأظافر من حيث سمكها ومعدل نموها.
في أغلب الحالات التي لم تكتشف منذ بداية مرض الثعلبة ولم تعالج بشكل صحيح، من المستحيل الشفاء لها، وتنتشر البقع في كل الجسم. وقتها يكون الحل الوحيد والأكيد لكل من أهمل في علاج مرض الثعلبة ووصل الحال به للصلع الكامل في فروة الرأس، هو عمليات زراعة الشعر وكفا من الضغط على فروة الرأس بمحاولات العلاج بالأدوية والوصفات التي لا تجدي نفعاً في حالة مرض الثعلبة في مراحله المتقدمة، فالإصابة بمشكلة الصلع الكامل بسبب مرض الثعلبة علاجه الأمثل والوحيد الذي يحقق نتائج مُرضية لحداً ما وبدون تردد هو زراعة الشعر ولكن لكل حالة ظروفها التي يجب مراعاتها مع الطبيب المختص.
طريقة تشخيص مرض الثعلبة
في البداية يسأل الطبيب الشخص المصاب بمرض الثعلبة عن التاريخ المرضي للعائلة، ويقوم بالفحص السريري البدني الكامل على الحالة، كما يسأل الطبيب الشخص بعض الأسئلة مثل متى لاحظ تساقط الشعر بالتحديد، وكمية الشعر التي تتساقط وغيرها، ثم يفحص الطبيب فروة الرأس بتدقيق ويأخذ عدة شعيرات كعينة للفحص.
ولكن إذا لم يتمكن الشخص من الإجابة على هذه الأسئلة وتحديد وقت بداية تساقط الشعر، يطلب الطبيب قيام الشخص ببعض التحاليل والإختبارات للتأكد من أن هذه الاعراض هى دليل على مرض الثعلبة أم غيرها، وتتمثل هذه التحاليل فيما يلي:
- أخذ عينة من الشعر وفحصها بواسطة الميكروسكوب، وفي بعض الإحيان يأخذ عينة من فروة الرأس أيضاً.
- بعض تحاليل الدم مثل الإصابة ببعض الإضطرابات في وظائف الغدة الدرقية، أو زيادة نشاط الغدة الدرقية.
طرق علاج ظهور الثعلبة في الرأس
في حالة إكتشاف مرض الثعلبة مبكراً يمكن علاجها بسهولة بشكل نهائي ويعاود الشعر الإنبات من جديد بمظهر طبيعي خلال عام تقريباً حسب المرحلة التي وصلت إليها حالة الشخص من مرض الثعلبة. ومن أشهر الأدوية والعلاجات الطبية المستخدمة في علاج مرض الثعلبة ما يلي:
- حُقن الكورتيزون التي تحقن في فروة الرأس على مسافة تبعد 1 سم عن مكان البقعة وتكرر كل شهر أو شهر ونصف.
- أيضاً توصف أدوية الستيرويدات الموضعية للكبار والصغار، والتي توضع على فروة الرأس بشكل مباشر حتى إن إختلف مكان البقع الناتجة عن مرض الثعلبة.
- توصف ايضاً الأدوية التي لها علاقة بجهاز المناعة والذي يسبب التحسس في فروة الرأس من مضاعفاته تسبب ظهور بعض القشور في مكان الإصابة ولذلك تستخدم لمرة واحدة كل أسبوع.
- يمكن إستخدام أدوية المينوكسيديل بتركيز 5 %، كما يمكن الجمع بينه وبين الأدوية الأستيرويدية لأنهما يكملان بعضهما في علاج مرض الثعلبة. طالع أيضًا: تكلفة زراعة الشعر في مصر والتقنيات المتاحة
- يمكن علاج مرض الثعلبة بأدوية السورالين بجانب ضوء الأشعة الفوق بنفسجية ويلجأ لهذه الطريقة للمرضى الذين يعانون من مرض الثعلبة في عدة مناطق متفرقة بالجسم علاوة على فروة الرأس.
- كما يمكن أن تحدث بعض المضاعفات للادوية التي لها علاقة بالجهاز المناعي مثل، تورم في الغدد الليمفاوية وبالذات في الرقبة، وطفح جلدي، ويقوم الطبيب بوصف بعض العلاجات التي تساعد في تخفيف قوة تلك المضاعفات.
- أدوية ديفنسيبرون للمرضى بمرض الثعلبة ويصابون بالصلع الكامل، ويتم وضعه على الجلد بشكل مباشر وقد يسبب بعض التحسس البسيط، ولكن إذا كانت المضاعفات أكبر وأقوي تكون بسبب رد فعل الجهاز المناعي الذي بإرسال كرات الدم البيضاء لفروة الرأس لمهاجمة الإصابات الناتجة عن مرض الثعلبة، مما يحفز بصيلات الشعر على معاودة وظائفها بقوة وتؤدي لإنبات الشعر بشكل أوى من السابق، ويستمر العلاج بهذا الدواء لبضعة شهور.
- إستخدام ادوية أنثرالين لعلاج الثعلبة، وهى أدوية موضعية توضع على الجلد بشكل مباشر وتترك لمدة تتراوح بين 30 إلى 60 دقيقة حسب ما تعليمات الطبيب، كما أنه لا يسبب تحسس أو تهيج في فروة الرأس.
نصائح هامة لمن يعاني من الثعلبة
في معظم الحالات عند الإصابة بمرض الثعلبة يتم علاج المريض بأكثر من نوع من الأدوية في وقت واحد للسيطرة على شدة مرض الثعلبة. ولكن هناك بعض النصائح الهامة للمريض حتى تمام الشفاء من الثعلبة ومنها:
1 – أن يقوم المريض بإخبار الطبيب عن كل ما يجول بفكره، وأن يسأل عن المضاعفات التي يمكن أن تحدث من إستخدام العلاجات الطبية، وطريقة تلافيها، كما يجب أن يستشير الطبيب فوراً إذا حدث شئ غير متوقع من رد الفعل للجهاز المناعي.
2- النصيحة الأولى والأهم للأشخاص الذين يعانون من مرض الثعلبة هو الصبر ثم الصبر لأبعد الحدود، فإن الأدوية تحتاج لوقت طويل لتظهر نتائجها، وتؤتي بثمارها في علاج مرض الثعلبة.
3- أن يعرف المريض أنه ليس هناك من يستطيع أن يتوقع بوقت ظهور الشعر الجديد حتى الطبيب مهما كانت خبرته وممارسته، فكل حالة من الثعلبة تختلف عن غيرها في الأعراض وطرق العلاج المناسبة لها، وبداية ظهور الشعر الجديد ومى إمكانية رجوع مرض الثعلبة مرة أخرى للمريض أم لا. طالع أيضًا: أسباب تساقط الشعر عند الرجال وطرق علاجها
4- بعض حالات الثعلبة تُشفى بشكل نهائي ينمو الشعر بشكل طبيعي جداً، والبعض من الصعب علاجه إلا بعد وقت طويل وحتى بعد شفاءه قد يعاود الظهور مرة أخرى في مناطق مختلفة، والبعض الآخر من المستحيل القضاء علىه.
5- لا يتوقف العلماء والمتخصصين في البحث الدائم عن علاجات حقيقية وأكيدة لعلاج المرض تقوم على التأثير على الجهاز المناعي للمريض بأبسط المضاعفات الممكنة، كما يبحثون في طرق علاج جديدة من خلال العلاج بالليزر و العلاجات الضوئية.
6- في حالة الصلع الكامل بسبب مرض الثعلبة وعدم جدوى الأدوية الموضعية على فروة الرأس، يكون الحل الأكيد والنهائي لمشكلة الصلع هو عمليات زراعة الشعر التي أعطت نتائج غير مسبوقة في تلك الحالات.
مرض الثعلبة من الأمراض التي أصبحت منتشرة عكس ما كان في الماضي، ولم يتمكن العلماء من التوصل للأسباب الحقيقية للإصابة بالمرض حتى الآن. أيضا؛ من أهم أسباب الإصابة بمرض الثعلبة هو إضطرابات الجهاز المناعي الذي يسبب هجوم أجسام مناعية على فروة الرأس لإصابة بصيلات الشعر وجذورها مما يؤدي لتساقط الشعر ولكن لم يتوقف العلماء والأطباء المتخصصين في البحث وتطوير الأدوية الموضعية لعلاج المرض، ولكن الأفضل إكتشاف المرض في وقت مبكر حتى يمكن علاجه والقضاء عليه في وقت قصير وعدم تمكنه من الشخص، حيث ان الحالات التي أهملت في إكتشاف وعلاج مرض الثعلبة قد لا تشفى بشكل نهائي، أو بشكل مُرضي.